في واحدة من أغرب القصص التي قد تخرج من ملاعب إفريقيا، خطف منتخب الكونغو الأضواء بعد أن قلب مدربه سباستيان ديسابر كل القواعد المتعارف عليها في كرة القدم، واتّخذ قراراً بدا في ظاهره مغامرة جامحة، ليتحوّل لاحقاً إلى مفتاح العبور نحو الملحق العالمي.
قبل لحظات من انطلاق ركلات الترجيح أمام نيجيريا، فاجأ ديسابر الجميع بسحب حارسه الأساسي والدفع بالحارس الاحتياطي ماتياس فايولو. خطوة كهذه عادة ما تكون محسوبة على خبرة الحارس البديل في التعامل مع ضربات الجزاء… لكن السجلات كانت تقول العكس تماماً.
فايولو، الذي قضى الموسم الماضي في الدوري السويسري، استقبل خمس ركلات جزاء لم يصد منها أي واحدة. والآن يلعب كبديل في الدوري الأرميني، ولم يخض سوى مباراة دولية واحدة قبل هذا اليوم. لا خبرة، لا أرقام مبشرة، ولا منطق كروي يبرر هذا الرهان.
لكن ما لم يظهر على الورق، كشفه ديسابر بنفسه: قبل أسابيع، أخبره فايولو أن حلماً راوده — مباراة تنتهي بالتعادل الإيجابي، وركلات ترجيح يعرف فيها بالضبط أين سيسدد لاعبو نيجيريا.
وبينما سيبتسم البعض لتفسير كهذا، كان المدرب الفرنسي مقتنعاً بما سمعه. وفي ليلة المباراة، قرر أن يمنح الحلم فرصة.
المشهد التالي كان أقرب إلى السيناريوهات السينمائية:
فايولو يتصدى لركلتين، والنيجيريين يهدرون أخرى، والكونغو تعبر إلى الملحق العالمي وسط ذهول المتابعين. الحارس الذي جلس طويلاً على مقاعد البدلاء تحوّل بين ليلة وضحاها إلى بطل قومي.
وفي أفريقيا، حيث تمتزج كرة القدم بالإيمان والروح والحدس والجنون الجميل، كتب ديسابر وفايولو فصلاً جديداً يؤكد أن المستحيل أحياناً مجرد رأي… وأن الحلم قد يكون خطة لعب كاملة.



















0 تعليقات الزوار