أشرف حكيمي… ظهير يكتب مجده الخاص ويغيّر معايير كرة القدم الحديثة

حجم الخط:

عمرو البوطيبي – هبة سبور

لا يحتاج أشرف حكيمي إلى حمل شارة القيادة أو إلى الوقوف أمام الكاميرات ليبرهن أنه أحد أعظم اللاعبين في جيله. ما يقدّمه المدافع المغربي داخل المستطيل الأخضر أصبح أكبر من مجرد أرقام أو إنجازات فردية؛ إنه مسار يلامس حدود الأسطورة، ومسيرة لاعب أعاد تعريف مركز الظهير الأيمن عالميًا.

بطل أوروبا… بطل فرنسا… وبطل كل البطولات التي مرّ منها

في موسم واحد، قدّم حكيمي ما يكفي ليُخلَّد اسمه ضمن خانة اللاعبين الاستثنائيين. توّج بدوري أبطال أوروبا، وواصل سيطرته المحلية مع باريس سان جيرمان بالتتويج بالدوري الفرنسي وكأس فرنسا، وأضاف إليهما لقب الكأس الأوروبية الممتازة والسوبر الفرنسي. أصعب طريق في كرة القدم، اختصره حكيمي في موسم واحد وكأن الأمر مجرد محطة عبور.


اللافت أن كل هذه البطولات لم تكن مجرد حضور شكلي، بل كان فيها حكيمي عنصرًا حاسمًا، مؤثرًا، وصانعًا للفارق.

موسم الأرقام الكبيرة… من مركز لا يسجّل فيه الكثيرون

أن يسجّل مدافع في ربع نهائي دوري الأبطال شيء، وأن يكرر الأمر في نصف النهائي، ثم يعود ليوقع حضوره التهديفي في النهائي نفسه… فذلك مشهد لا يحدث كل يوم. حكيمي فعلها، وبطريقة جعلت العالم يعيد النظر في مفهوم “الظهير”.

لم يعد ذلك اللاعب الملتصق بالخط، بل أصبح جناحًا، وصانع ألعاب، وهدّافًا عند الحاجة.

سواء في باريس أو مع المغرب… الأرقام تحكي عن لاعب استثنائي

مع المنتخب المغربي، حقق حكيمي رقمًا تاريخيًا:
18 فوزًا متتاليًا — أطول سلسلة انتصارات في تاريخ “أسود الأطلس”. رقم لا يختزله الحظ ولا يُصنع بالصدفة، بل بهيمنة واضحة وروح قتالية نادرة.

كما اختير:
• ضمن التشكيل الرسمي للعالم
• أفضل ظهير أيمن في العالم
• أفضل ظهير أيمن في فرنسا
• أفضل ظهير أيمن في كأس العالم للأندية
• وضمن التشكيل المثالي لسنة 2025

هذه الاختيارات ليست مجاملة، بل نتيجة أداء يفوق الحدود التقليدية للاعب مركزه الدفاع.

وصيف بطل العالم للأندية… ووصافة لا ينتزعها إلا الكبار

بعد مشوار رائع مع فريقه، وصل حكيمي إلى نهائي كأس العالم للأندية، ورغم الخسارة، فقد فرض حضورًا وقدم مستوى جعل الصحف العالمية تتحدث عنه كأفضل لاعب في مركزه في البطولة.

لاعب يصنع التاريخ… ويفرض سيرته على كرة القدم الحديثة

ما يقدّمه حكيمي اليوم يتجاوز كل الاعتبارات. لم يعد مجرد لاعب عربي أو إفريقي يصنع الحدث، بل أصبح نموذجًا عالميًا للظهير العصري:
سرعة، شخصية، ذكاء تكتيكي، قوة بدنية، ودقة في الحسم أمام المرمى.

في زمن يصعب فيه التألق من الأطراف، يواصل حكيمي تسلق القمم، ويجمع بين الألقاب والأرقام والاعتراف العالمي، ليكتب لنفسه وللمغرب فصلًا جديدًا من المجد الكروي.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً