يبدو أن ريال مدريد مقبل على تحول غير مسبوق في تاريخه الحديث، بعدما بدأ فلورنتينو بيريز يضع الخطوط العريضة لمشروع قد يُغيِّر الطريقة التي يُدار بها النادي على المدى الطويل. فبعد سنوات من الاستقرار المالي والنجاح الرياضي، يسعى رئيس النادي الملكي إلى تعزيز موارد المؤسسة وتطوير بنيتها الاقتصادية بشكل يجعلها أكثر قدرة على مواكبة المتغيرات العالمية في مجال الاستثمار الرياضي.
وكشف موقع “فوت ميركاتو” الفرنسي أن الإدارة المدريدية تدرس خياراً جريئاً يتمثل في فتح الباب أمام دخول مستثمرين خارجيين، من خلال طرح ما يقارب 10% من أسهم النادي في إطار شركة جديدة أو عبر إحدى الشركات التابعة للريال. النموذج المقترح يشبه إلى حد بعيد ما هو معمول به في الدوري الألماني، حيث يحتفظ النادي بسلطة القرار بينما يُسمح بدخول رأسمال خارجي يساهم في تمويل المشاريع الكبرى دون المساس بالهوية.
هذه الفكرة أحدثت جدلاً داخل النادي، إلا أنها لم تمر مرور الكرام لدى كبار المستثمرين، إذ بدأت بالفعل بوادر اهتمام من ثلاث جهات كبرى. الأولى شركة أمريكية عملاقة لم تُكشَف هويتها، والثانية شركة Sixth Street، الشريك الاستراتيجي للريال في مشروع تجديد ملعب “سانتياغو برنابيو” بصفقة قاربت 360 مليون يورو. أما الطرف الثالث فهو الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، رئيس مجموعة LVMH، الذي يرتبط بالنادي بعقود تصميم أزياء لاعبي كرة القدم وكرة السلة، ويملك في الوقت ذاته الحصة الأكبر داخل نادي باريس إف سي.
ورغم أن المشروع ما زال في مرحلة الدراسة ولم يُفتح باب المفاوضات الرسمية بعد، إلا أن المؤشرات تؤكد أن بيريز يتهيأ لوضع مدريد على أعتاب مرحلة استثمارية جديدة، قد تكون الأكثر جرأة في تاريخ النادي، وتفتح أمامه آفاقاً اقتصادية غير مسبوقة.
0 تعليقات الزوار