بعد سنوات من البحث والتجريب، يبدو أن المنتخب الوطني وجد أخيرًا ضالته في مركز الظهير الأيسر. فمنذ أيام الحضريوي، لم يحظَ “أسود الأطلس” بلاعب يمنح هذا القدر من التوازن والارتياح، إلى أن جاء أنس صلاح الدين ليعيد الثقة لهذا المركز الحساس.
صلاح الدين قدّم صورة الظهير العصري المتكامل؛ منضبط تكتيكيًا، متمركز بشكل سليم دفاعيًا، وقادر في الآن ذاته على تقديم الإضافة الهجومية عند كل تحوّل. حضوره يمنح الفريق أريحية واضحة، سواء عبر الانطلاقات السريعة بالكرة، أو من خلال الركنيات، أو بتمريراته الأرضية المقوسة التي تربك المدافعين وتفتح المساحات.
التمريرة الحاسمة التي قدّمها لأيوب الكعبي لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة قراءة ذكية للعب وتحرك مدروس داخل مربع العمليات. الكعبي بدوره قام بما يجيده، وحوّل الكرة إلى هدف بطريقة استثنائية، لكن الأساس في اللقطة كان في جودة التمرير وتوقيته.
قد يختزل البعض الأداء في كون الخصم هو جزر القمر، غير أن قيمة اللاعب لا تُقاس بالمباراة وحدها. صلاح الدين سبق له أن وقف بندية أمام أسماء وازنة، ونجح في الحد من خطورة لاعبين من طينة محمد صلاح، كما واجه أجنحة قوية في الدوريات الأوروبية دون أن يفقد توازنه. وهذا ما يعكس قدرته على مقارعة أجنحة كبار القارة الإفريقية مستقبلًا.
أنس صلاح الدين يبعث رسالة واضحة: مركز الظهير الأيسر لم يعد مصدر قلق. لاعب بثقة عالية، ووعي تكتيكي، وشخصية هادئة داخل الملعب، يجعل الجماهير تدخل المرحلة القادمة وهي مطمئنة. ومع هذا المستوى، يمكن القول إن المنتخب الوطني كسب عنصرًا مهمًا، قد يشكّل حلًا طويل الأمد في هذا المركز.
عمرو البوطيبي _ هبة سبور




















0 تعليقات الزوار