قلب إبراهيم دياز موازين النقاش حول مستواه، وقدّم ردًا عمليًا داخل المستطيل الأخضر، خلال المباراة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا 2025 أمام جزر القمر، في أول ظهور له ببطولة قارية كبرى بقميص المنتخب المغربي، وعلى أرضه وبين جماهيره. لاعب ريال مدريد تعامل مع الضغط الكبير ببرودة أعصاب، ونجح في فرض نفسه سريعًا كأحد أعمدة الخط الهجومي لـ“أسود الأطلس”.
ودخل دياز البطولة محمّلًا بتحديات خاصة، بعد أشهر من الجدل حول مردوده، لكنه بدا منذ الدقائق الأولى واثقًا في تحركاته، حاضرًا في بناء الهجمات، ومطالبًا بالكرة باستمرار. ولم يكن اختياره تمثيل المغرب على حساب إسبانيا، في مارس 2024، قرارًا عاديًا، بل خطوة تحمل مسؤولية كبيرة، خصوصًا في منتخب يفتقد في هذه النسخة أسماء وازنة مثل حكيم زياش وسفيان بوفال.
ورغم تصدره ترتيب هدافي تصفيات “الكان”، ظلّت بعض الأصوات تشكك في قدرته على قيادة الهجوم في المواعيد الكبرى. غير أن مواجهة جزر القمر جاءت لتُبدّد تلك الشكوك، بعدما صنع دياز عدة فرص خطيرة، وتحصل على ركلة جزاء مبكرة، وأبان عن شخصية قيادية داخل الملعب، سواء من خلال تحركاته أو تواصله مع زملائه.
وتُوّج هذا الأداء في الشوط الثاني، حين استثمر عرضية دقيقة من نصير مزراوي، وأسكن الكرة الشباك بتسديدة حاسمة، مانحًا المنتخب المغربي هدفًا أكد به تفوقه. لحظة الهدف لم تكن عادية، إذ تبعتها إشادة واسعة من المدرجات، وتصفيق حار عند خروجه، قبل أن يُتوَّج بجائزة رجل المباراة، في مشهد عكس تحوّل النظرة إليه من لاعب تحت المجهر إلى نجم يُعوّل عليه.
وخاض دياز 76 دقيقة أظهر خلالها جاهزية بدنية وذهنية عالية، ليؤكد مكانته كأحد قادة الجيل الحالي، داخل منتخب يُعد من أبرز المرشحين للتتويج باللقب، مستفيدًا من عاملي الأرض والجمهور. هذا التألق يعني أيضًا غيابه عن ريال مدريد لأسابيع، وهو ما يعكس حجم الرهان الموضوع عليه في هذه البطولة.
من رقم 21 إلى 10… دياز في ثوب القائد
تحوّل دياز من الرقم 21 مع ريال مدريد إلى الرقم 10 مع المنتخب المغربي لم يكن مجرد تغيير شكلي، بل إشارة واضحة إلى الدور المحوري المنتظر منه. فرغم مشاركاته المحدودة هذا الموسم مع النادي الملكي، يبقى لاعبًا قادرًا على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة، وهو ما يدركه جيدًا الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي يراهن عليه كأحد مفاتيح اللعب الأساسية.
ويمتلك المنتخب المغربي حلولًا هجومية متعددة، غير أن إبراهيم دياز يبرز كأكثر الأسماء جاهزية للتألق وقيادة الخط الأمامي، في بطولة تبدو فرصة مثالية له لتكريس مكانته، وتحويل بداية موفقة إلى مسار استثنائي في كأس أمم إفريقيا 2025.




















0 تعليقات الزوار