في مثل هذا اليوم، 2 يوليوز 2025، تمر ثلاثون سنة على واحدة من أفظع المآسي التي عرفها تاريخ كرة القدم، حين اغتيل المدافع الكولومبي أندريس إسكوبار، إثر تسجيله هدفًا ضد مرماه في مونديال 1994، خلال مباراة منتخب بلاده أمام الولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت القصة قبل ذلك بكثير، عندما نجحت كولومبيا بشكل مفاجئ في تصدر مجموعتها في تصفيات كأس العالم، متفوقة على منتخبات كبرى من بينها الأرجنتين بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا. الانتصار التاريخي بخماسية نظيفة في قلب بيونس آيرس رفع من سقف الآمال، ليس فقط لدى الجماهير الكولومبية، بل حتى في أوساط تجار المخدرات النافذين الذين ضخّوا أموالًا طائلة لدعم المنتخب، في ظل اعتقاد واسع بأن “الجيل الذهبي” بقيادة فالديراما، أسبيريا وفالنسيا قادر على التتويج.
لكن آمال الكولومبيين اصطدمت بواقع قاسٍ في دور المجموعات من مونديال أمريكا، بعد خسارة أمام رومانيا، ثم هزيمة ثانية على يد أصحاب الأرض، الولايات المتحدة، بهدفين لهدف. خلال تلك المواجهة، وبالتحديد في الدقيقة 35، غيّر المدافع أندريس إسكوبار مجرى اللقاء – ومصيره الشخصي – حين سجّل هدفًا بالخطأ في مرمى فريقه.
خرجت كولومبيا من الدور الأول رغم الفوز في آخر جولة أمام سويسرا، وعادت إلى الوطن تحت وقع الصدمة وخيبة الإقصاء. لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يتحوّل خطأ رياضي إلى نهاية مأساوية.
بعد أيام فقط من العودة، وبينما كان إسكوبار يقضي سهرة رفقة أصدقائه في أحد المطاعم، تعرّض لهجوم مسلح أطلق فيه عليه النار عدة مرات، فأردي قتيلاً في سن الـ27. الحادثة هزت العالم، ليس فقط لكونه لاعبًا مميزًا كانت تنتظره تجربة احترافية مع ميلان الإيطالي، بل لأن مقتله كان نتيجة مباشرة لخطأ غير مقصود في مباراة كرة قدم.
التحقيقات كشفت لاحقًا أن منفذي الجريمة ينتمون إلى عصابة مرتبطة ببارون المخدرات الشهير بابلو إسكوبار، لتتحول الحادثة إلى مثال مأساوي عن مدى تغلغل العنف والجريمة في كرة القدم الكولومبية في تلك الحقبة.
وقد شيّع الآلاف جنازة إسكوبار، بحضور شخصيات سياسية ورياضية بارزة، وعلى رأسهم رئيس البلاد آنذاك سيزار غافاريا، لتبقى قصته محفورة في الذاكرة، كتحذير صارخ عن اللحظة التي تفقد فيها الرياضة معناها الإنساني.
0 تعليقات الزوار