أكبر موقع رياضي ناطق بالفرنسية يشيد بالمغرب: “كان السيدات”.. تظاهرة قارية بلمسة عالمية

حجم الخط:

أشاد أكبر موقع رياضي باللغة الفرنسية في العالم بتنظيم المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات 2025، واصفًا المملكة بـ”المضيف الفاخر” وبأنها أصبحت “محورًا رياضيًا استراتيجيًا في القارة”.
وجاء في عنوان الموقع: “CAN 2025 féminine : le Maroc en hôte de luxe, l’Afrique en quête de lumière”، في إشارة إلى الدور الريادي للمغرب في احتضان هذا الحدث الكروي الذي يُراهن عليه لإبراز صورة جديدة لكرة القدم النسائية الإفريقية.

المغرب.. من احتضان البطولات إلى صناعة التاريخ

وقال الموقع إنه للمرة الثانية تواليًا، وبعد نسخة 2022، يستضيف المغرب بطولة كأس أمم إفريقيا للسيدات، على أن ينظم أيضًا دورة 2026، في خطوة غير مسبوقة تؤكد الطموح المغربي لتكريس نفسه كقوة رياضية قارية ودولية.
هذا الثلاثي التاريخي في التنظيم يعكس رؤية استراتيجية واضحة من المملكة، وفق ما أكده رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي، الذي قال: “هذه النسخة ستكون الأفضل والأكثر نجاحًا في تاريخ المسابقة، والمغرب يفتح ذراعيه لكل إفريقيا للاحتفال بكرة القدم النسائية”.

بين الظل والضوء.. كرة القدم النسائية الإفريقية تبحث عن اعتراف

رغم كل هذه الطموحات، لا تزال بطولة “كان السيدات” تُعاني من ضعف التغطية الإعلامية وشحّ الرعاية، حيث ستُبث مباريات الدورة الحالية فقط عبر قناة اليوتيوب الخاصة بالكاف، في ظل استمرار تجاهل القنوات الكبرى.
يحدث هذا في الوقت الذي يحظى فيه “يورو السيدات 2025” المُقام بالتزامن في سويسرا باهتمام واسع، ما يعكس فجوة كبيرة في الاعتراف بكرة القدم النسائية على مستوى القارتين.

بطولة واعدة بنكهة تنافسية حقيقية

على المستوى الرياضي، تُعد نسخة 2024 من أقوى الدورات المنتظرة، بمشاركة 12 منتخبًا توزعت على 3 مجموعات.
في المجموعة الأولى، يواجه المنتخب المغربي، صاحب الأرض والجمهور، منتخبات زامبيا، السنغال، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بقيادة اللاعبة غزلان الشباك، ابنة أسطورة الكرة المغربية العربي الشباك.
أما المجموعة الثانية، فتضم نيجيريا المرشحة الأبرز، إلى جانب الجزائر، تونس، وبوتسوانا.
بينما تبدو المجموعة الثالثة الأكثر توازنًا، حيث تتواجه جنوب إفريقيا (حاملة اللقب) مع غانا، مالي، وزنجبار التي تشارك لأول مرة.

البطولة مرآة لواقع كرة القدم النسائية في إفريقيا

ورغم الأجواء الاحتفالية، لا تخفي البطولة هشاشة واقع كرة القدم النسوية في القارة، حيث تعاني كثير من المنتخبات من نقص في التمويل، غياب المكافآت، ورداءة التجهيزات.
وتروي حارسة مرمى منتخب كوت ديفوار، سينثيا جوهوري، في تصريح صادم لمجلة “أنكري”، أنها تضطر لجلب قفازاتها الخاصة، وأنها لا تتقاضى شيئًا مقابل التدريبات، وتعيش براتب لا يتجاوز 150 يورو.

الرهان المغربي: بنية تحتية متطورة ولامركزية في التنظيم

المغرب، من جهته، يراهن على بنية تحتية رياضية حديثة، حيث تُقام المباريات في ستة ملاعب موزعة على خمس مدن: الرباط، الدار البيضاء، المحمدية، بركان، ووجدة.
ويُنتظر أن يُقام افتتاح البطولة وختامها في الملعب الأولمبي بالرباط، في تأكيد لرغبة المغرب في تعميم الاستفادة من الحدث وتوسيع قاعدة الجمهور.

خاتمة: كرة القدم النسوية تستحق فرصتها

من 5 إلى 26 يوليوز، ستكون أنظار عشاق الكرة النسائية في إفريقيا والعالم متجهة إلى المغرب.
بطولة تحمل آمالًا كبيرة، ليس فقط في تحقيق المتعة الكروية، بل في دفع كرة القدم النسائية الإفريقية نحو الاعتراف، الاحتراف، والمكانة التي تستحقها.
فهل تكون هذه النسخة لحظة التحوّل؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً