هبة سبور-يوسف أقضاض
أثارت مباراة نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم للسيدات بين المغرب وغانا، التي جرت على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، موجة من الاستياء والغضب في صفوف الجماهير والمتابعين، بسبب الأداء التحكيمي الضعيف للحكمة البوروندية التي أدارت اللقاء، في مشهد أعاد طرح أسئلة مقلقة بشأن جاهزية التحكيم الإفريقي للمنافسات الكبرى، وعلى رأسها كأس إفريقيا للأمم للرجال المرتقبة بالمغرب سنة 2025.
وقد شهدت هذه المباراة سلسلة من الأخطاء التحكيمية التي ساهمت في توتر أجواء اللقاء، من بينها قرارات مجحفة في حق لبؤات الأطلس رغم اللعب على أرض الوطن وأمام جمهور غفير، فضلاً عن تساهل مفرط مع السقوط المتكرر والمبالغ فيه للاعبات المنتخب الغاني، ما أضر بنسق اللقاء وأثر على مجريات اللعب بشكل سلبي.
يُذكر أن قارة آسيا، في نهائيات كأس آسيا الأخيرة، استنجدت بحكام من أوروبا وأمريكا اللاتينية لضمان الحياد ورفع جودة التحكيم، في حين ما زالت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) تصرّ على الاعتماد الحصري على حكام أفارقة، رغم تواضع مستوى بعضهم.
ويخشى كثيرون من أن تستمر هذه السياسة في نسخة “كان المغرب 2025″، مما قد يهدد مصداقية البطولة القارية الأهم، خصوصاً مع تطلع المغرب إلى تنظيم دورة استثنائية من حيث التنظيم والمستوى التقني.
وفي هذا السياق، تتعالى الأصوات المطالبة بفتح باب التحكيم أمام نخبة من حكام أوروبا وأمريكا، على غرار ما يحدث في بطولات قارية أخرى، من أجل ضمان عدالة المنافسة وحماية صورة الكرة الإفريقية على الساحة العالمية.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل تستجيب “الكاف” لهذا النداء وتكسر جدار الانغلاق التحكيمي، أم أن البطولة ستُدار بنفس العقلية التقليدية التي لطالما أثارت الجدل؟.
0 تعليقات الزوار