في زمن تتساقط فيه المواهب أمام قسوة الظروف، يطل اسم محمد أبوجا كقصة كفاح ملهمة لحارس مرمى شق طريقه من الصعاب إلى النجومية، حتى أصبح أحد أبرز نجوم الكرة السودانية في الفترة الأخيرة.
بدأت رحلة أبوجا داخل فئات ناشئي الهلال السوداني، حيث تدرج حتى وصل إلى الفريق الأول سنة 2020، لكن الحلم اصطدم بالواقع بعدما لم يحصل على فرصته، ليظل حبيس مقاعد البدلاء، قبل أن يُشطب اسمه من كشوفات النادي.
مرحلة الفراغ كانت الأصعب؛ إذ قضى أبوجا عاماً كاملاً دون أي فريق، لكنه لم يستسلم، وفضّل التدرب بمفرده ليحافظ على جاهزيته وإيمانه بحلمه. بعدها التحق بفريق الزمالة، وهناك كانت الانطلاقة الحقيقية.
في صفوف الزمالة، قدّم أبوجا موسماً استثنائياً، تُوّج خلاله بجائزة أفضل حارس مرمى في بطولة النخبة، وقاد فريقه لإنجاز تاريخي بالتأهل إلى كأس الكونفدرالية الإفريقية لأول مرة في تاريخه، ليكتب صفحة ذهبية في مسيرة النادي.
التألق الكبير لم يمر دون أن يلتقطه الجهاز الفني للمنتخب السوداني بقيادة كواسي أبياه، الذي استدعاه للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا للمحليين. وهناك، خطف أبوجا الأضواء بتصديات بطولية، فحافظ على نظافة شباكه أمام نيجيريا والسنغال، قبل أن يقود “صقور الجديان” إلى نصف النهائي بفضل ثلاث تصديات حاسمة ضد الجزائر، بينها ركلتا ترجيح.
اليوم، بات محمد أبوجا رمزاً لـ الإصرار والإيمان بالنفس، ورسالة لكل لاعب شاب أن الطريق إلى القمة لا يُعبد دائماً بالورود، بل بالصبر والعمل المتواصل. إنه ببساطة بطل وفخر للسودان.
0 تعليقات الزوار