الكرواني.. البديل المنطقي لمزراوي في رواق الأسود

حجم الخط:

مرة أخرى، يفرض شبح الإصابات نفسه على نصير مزراوي قبل كأس إفريقيا، فيتكرر السيناريو المأساوي الذي تعوّد عليه جمهور الأسود: لاعب بارع، حاضر في الأندية الكبرى، وغائب عن المواعيد الإفريقية الكبرى.

لكن هذه المرة، يفتح الغياب باب النقاش حول هوية البديل الأنسب لواحد من أفضل الأظهرة في أوروبا. وفي ظل تراجع مستوى عطية الله، الذي شكّل الحل في كأس إفريقيا والمونديال السابق، يبرز اسم سفيان الكرواني كخيار منطقي وواقعي.

الكرواني، الظهير الذي ينثر ألحانه الكروية في الملاعب الهولندية، يعيش لحظة نضج كبيرة مع أوتريخت، حيث بات اللاعب رقم واحد في تشكيلته، بل ولفت أنظار أندية أوروبية وازنة مثل إيندهوفن، بورتو وبوروسيا دورتموند. قبل أيام فقط، بصم على مباراة استثنائية قدّم خلالها ثلاث تمريرات حاسمة، مؤكداً جاهزيته العالية.

اللاعب، الذي كان من اكتشافات المدرب السابق وحيد خليلوزيتش، وجد نفسه خارج حسابات الركراكي منذ المعسكر الأول، وهو ما ترك في حلقه “غصّة” عبّر عنها في أحاديثه الأخيرة، لكنه مع ذلك لم يتوقف عن العمل والتطور، وظل يترقب فرصته للعودة.

وإذا كان بلعمري قد خطف الأضواء مؤخراً، فإن الكرواني يبقى البديل الأول والأكثر إقناعاً لمزراوي، خصوصاً أن بقية الأسماء المرشحة للتغطية لا تزال بعيدة عن مستوى النضج المطلوب؛ أزنو ما يزال في طور التكيف مع أجواء البريميرليغ، الخديم يفتقد للخبرة، أما الواحيـدي فيقدّم نسخة “مكررة” من مزراوي دون إضافة حقيقية.

الكرواني ليس مجرد ظهير، بل جناح متكامل، سريع وذكي في تحركاته، قادر على خلق التفوق العددي وصناعة الفارق هجومياً. وهو اليوم، أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى استعادة مكانته داخل المنتخب، لأن الأسود ببساطة لا يملكون ظهيراً بجودته بعد مزراوي.

لقد قالها اللاعب بنفسه في حوار سابق: تلك “الضحكة العفوية” التي اشتهر بها لم تكن سوى تعبير عن شغف داخلي ورغبة جارفة في العطاء. الكرواني يتوق للعودة ليغرد من جديد، وهذه المرة داخل العرين المغربي.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً