عاد اسم صامويل إيتو، أسطورة كرة القدم الكاميرونية ورئيس الاتحاد المحلي، ليُطرح بقوة في واجهة الجدل، بعدما وجد نفسه مرة أخرى وسط اتهامات ثقيلة بالفساد، تهدد ليس فقط مكانته الشخصية، بل أيضًا صورة كرة القدم الكاميرونية برمّتها.
فقد كشفت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية أن ائتلافًا من اللاعبين الكاميرونيين، عبر محاميهم الدولي إيمانويل نصالاي، أطلق مسارًا قضائيًا ضد الاتحاد الكاميروني لكرة القدم وعدد من الهيئات الرسمية، متحدثًا عن “خروقات مالية وإدارية عميقة”.
الملفات المعروضة أمام القضاء لا تقتصر على شبهات فساد مالي وتسيير مشبوه، بل تتعداها إلى اتهامات بالتلاعب في نتائج مباريات وتلقي رشاوى مرتبطة بشركة مراهنات، إضافة إلى غموض يحيط بتدبير عائدات تقدر بـ1.5 مليون دولار من مباريات ودية خاضها المنتخب أمام المكسيك وروسيا وكوريا الجنوبية.
وتأتي هذه التطورات في سياق مثقل بالجدل حول سيرة إيتو نفسه، إذ سبق أن صدر في حقه حكم بالسجن مع وقف التنفيذ في إسبانيا بسبب قضية تهرب ضريبي خلال فترة لعبه بالدوري الإسباني.
أما داخل الكاميرون، فإن إدارة الاتحاد تواجه انتقادات واسعة بسبب ما يوصف بـ”تجاوزات سلطوية”، على غرار إيقاف العضو التنفيذي غيباي غاتاما لعشر سنوات، وهو قرار اعتُبر ردًا انتقاميًا على مواقفه المعارضة. كما يُتهم الاتحاد بمحاولات الالتفاف على اللوائح الداخلية بغية التضييق على المرشحين المستقلين في الانتخابات المقبلة.
المحامي نصالاي شدد من جهته على أن الهدف من هذه الدعاوى ليس النيل من إرث إيتو كلاعب، بل حماية مستقبل اللعبة وإعادة الاعتبار لمبادئ الشفافية والحوكمة السليمة. وأكد أن ما تحتاجه كرة القدم الكاميرونية اليوم هو استعادة ثقة جماهيرها، وتسيير عادل يتماشى مع المعايير القارية والدولية.
هذه القضايا مرشحة لإحداث صدى واسع داخل الساحة الرياضية، خاصة مع اقتراب استحقاقات كروية مهمة للمنتخب الكاميروني، ومع تساؤلات متزايدة حول قدرة إيتو على الاستمرار في منصبه وسط هذه العواصف المتلاحقة.
0 تعليقات الزوار