عمرو البوطيبي _هبة سبور
يستعد نادي برشلونة الإسباني لمواجهة قوية ضد تشيلسي الإنجليزي، مساء الثلاثاء المقبل، على ملعب ستامفورد بريدج، ضمن الجولة الخامسة من مرحلة المجموعات لدوري أبطال أوروبا. وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا اليوم الأحد عن إسناد قيادة المباراة للحكم السلوفيني سلافكو فينتشيتش، البالغ من العمر 45 عامًا، والذي يمتلك خبرة كبيرة في إدارة المباريات الأوروبية الكبرى، بما فيها مباريات برشلونة وتشيلسي السابقة، كما أدار ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال بين آرسنال وباريس سان جيرمان في الموسم الماضي.
وتأتي هذه المباراة في وقت متقارب من الاحتفالية الكبرى التي شهدها ملعب برشلونة الجديد سبوتيفاي كامب نو، بعد غياب دام أكثر من عامين ونصف عن المباريات الرسمية على أرضه. واستهل الفريق الكتالوني العودة بفوز ساحق على أتلتيك بلباو 4-0 ضمن الجولة 13 من الدوري الإسباني “الليجا”، في حدث وصفه الجميع بأنه احتفالي واستثنائي. وسجل أهداف برشلونة كل من روبرت ليفاندوفسكي، فيران توريس (هدفان)، وفيرمين لوبيز، بينما تألق لامين يامال في صناعة الفرص والتمريرات الحاسمة، مع روح قتالية واضحة من فيرمين لوبيز أمام المرمى.
شهدت المباراة حضورًا جماهيريًا كبيرًا بلغ 45 ألف متفرج، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية والرياضية والفنية، ما أضفى على الأجواء طابعًا احتفاليًا ومميزًا. ورغم الفرح العام، لم يخلو الحدث من بعض التفاصيل المثيرة، حيث ظل المدرج الشمالي فارغًا بسبب عدم اكتمال الممرات المؤدية إليه، بينما ظهر عامل واحد لفت الأنظار كأنه “مالك المكان” بفضل سترته العاكسة. كما شهدت مقصورة كبار الزوار اكتظاظًا لافتًا، مع حضور شخصيات بارزة مثل العمدة كولبوني، مستشار الرياضة بيرني ألفاريز، رئيس البرلمان جوسيب رول، إلى جانب أحفاد مؤسس النادي خوان جامبر، وعدد من الفنانين والرياضيين.
من الناحية الفنية، فاجأ المدرب الألماني هانز فليك الجميع بتشكيلته، إذ أشرك إريك جارسيا في مركز الارتكاز وجيرارد مارتن كقلب دفاع، في أول مشاركة رسمية له داخل سبوتيفاي كامب نو، وقدم الأخير أداءً جيدًا. وعلى صعيد آخر، كان نيكو ويليامز أكثر اللاعبين تعرضًا للضغط الجماهيري، حيث قوبل صوته وصفاته بصافرات هجومية من المدرجات بسبب رفضه السابق للانتقال وتجديد عقده، ما خلق أجواءً توترية معه طوال المباراة.
وبالرغم من غياب ليونيل ميسي عن صفوف الفريق، إلا أن الجماهير لم تنس الأسطورة الأرجنتيني، حيث هتفت له بشكل لافت في الدقيقة 10، رقم قميصه التاريخي، تعبيرًا عن امتنانها لمشواره الطويل مع النادي. وقد أكد ميسي مؤخرًا في تصريحات نقلتها صحيفة “سبورت” أنه لم يكن يرغب بالرحيل عن برشلونة، وأن فكرة العودة دائمًا في ذهنه، معربًا عن حبه العميق للنادي وجماهيره، ومشيرًا إلى أنه سيعود يومًا ما كأي مشجع لدعم الفريق.
في السياق الأوروبي، يأتي فوز برشلونة الكبير قبل مواجهة تشيلسي، بينما يسعى الفريق لتعزيز فرصه في المنافسة على صدارة مجموعته بدوري أبطال أوروبا، بعد أن أصبح له 7 نقاط متساوية مع البلوز في المجموعة. ويأمل المدرب هانز فليك أن يحافظ اللاعبون على التركيز والجدية رغم الأجواء الاحتفالية، وعدم الانجراف وراء الحماس الزائد، خصوصًا مع تواجد الحسابات الفنية السابقة مع أتلتيك بلباو، حيث كان الفوز ضرورة قبل التوجه إلى لندن لمواجهة تشيلسي.
تجمع هذه الأجواء بين الاحتفالية والجوانب التنافسية العالية، ما يجعل مواجهة تشيلسي القادمة بمثابة اختبار حقيقي للفريق الكتالوني، الذي يسعى للحفاظ على الزخم النفسي والفني، مع إرسال رسالة قوية على الساحة الأوروبية، بأن العودة إلى كامب نو ليست مجرد حدث رمزي، بل بداية عهد جديد في تاريخ النادي.
في النهاية، تبدو ليلة افتتاح سبوتيفاي كامب نو أمسية مميزة تحمل في طياتها فرحة جماهيرية، لحظات احتفالية، تكريم الأساطير، وأداء كروي متميز، وهي عناصر ستشكل خلفية قوية لبرشلونة قبل مواجهة تشيلسي المرتقبة، والتي تعد محطة مهمة في طريق الفريق نحو تعزيز موقعه في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.




















0 تعليقات الزوار