نهائي تاريخي في مونديال الناشئين: البرتغال والنمسا بين مطاردة الحلم وصناعة المجد في قطر

حجم الخط:

بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المنافسة و102 مباراة جذبت الأنظار إلى الدوحة، تصل النسخة الحالية من كأس العالم لأقل من 17 سنة إلى محطتها الختامية، حيث يلتقي المنتخبان البرتغالي والنمساوي، في نهائي أوروبي خالص يجمع بين طامحين لتحقيق أول تتويج عالمي في هذه الفئة.

البرتغال، بطلة أوروبا، دخلت البطولة بطموحات كبيرة، وأكدت ذلك عبر عروض هجومية قوية أطاحت بمنتخبات من قيمة المغرب والمكسيك، إضافة إلى صلابة دفاعية قادتها لعبور البرازيل في نصف النهائي عبر ركلات الترجيح. ورغم سقوطها الوحيد أمام اليابان في مرحلة المجموعات، فإن رفاق رافاييل كوينتاس قدموا نسخة مبهرة أكدت جاهزيتهم للنهائي.

كوينتاس، قائد المنتخب البرتغالي، يشكل حجر الأساس في أسلوب لعب فريقه، بفضل ذكائه وشخصيته القيادية، بينما يبرز أنيسيو كابرال كأحد نجوم البطولة برصيد ستة أهداف جعلته أيقونة هجومية جديدة قد تسير على خطى رونالدو البرتغالي و”الظاهرة” البرازيلية.


في الجهة المقابلة، يظهر المنتخب النمساوي كاكتشاف البطولة بلا منازع، بعدما حقق سبعة انتصارات متتالية واستقبل هدفاً وحيداً فقط، في سلسلة نتائج غير مسبوقة تشهد على قوة التنظيم الدفاعي وصلابة المجموعة.
الثنائي ياكوب بوكورني ويوهانس موسر لعب دورا محوريا في هذا الظهور التاريخي؛ فالأول يقود الدفاع بثبات وحضور قوي، بينما يعتلي موسر صدارة الهدافين بثمانية أهداف، من بينها ثنائية حاسمة في نصف النهائي أمام إيطاليا.

مدرب البرتغال لم يخف إعجابه بالمستوى المذهل للنمسا، مؤكدا أن مواجهة فريق لا يستقبل الأهداف بسهولة تتطلب استعداداً استثنائياً. أما المدرب النمساوي هيرمان ستادلر فاعتبر بلوغ النهائي “قصة نجاح لا تصدق”، خاصة أن طموح منتخب بلاده لم يكن يتجاوز تجاوز الدور الأول.

وتُعد مواجهة اليوم أول نهائي يجمع فريقين يبحثان معا عن أول لقب لهما منذ نهائي 1991، في مشهد يضفي على المباراة نكهة تاريخية خاصة.

رحلة المنتخبين نحو النهائي تكشف الكثير: البرتغال احتلت المركز الثاني في مجموعتها خلف اليابان، قبل أن تتجاوز بلجيكا والمكسيك وسويسرا، ثم البرازيل. أما النمسا فحققت العلامة الكاملة في مجموعتها على حساب مالي والسعودية ونيوزيلندا، ثم أطاحت بتونس وإنجلترا واليابان وإيطاليا تباعاً.

الليلة، على أرضية ملعب خليفة الدولي، يقف المنتخبان البرتغالي والنمساوي على بعد خطوة واحدة من كتابة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم العالمية، في نهائي يعد بالكثير من الإثارة والطموح والدراما.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً