عاش النجم المغربي الشاب صهيب دريوش، ذو الـ23 عامًا، ليلة تاريخية ستبقى خالدة في مسيرته، بعدما خطف الأضواء في مباراة فريقه آيندهوفن أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا، مقدّمًا واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا وإلهامًا في الكرة الحديثة.
وُلد دريوش بشغف لكرة القدم، وبدأ مشواره من أبسط نقطة ممكنة: نادي هاوي يدعى “ستورم” في هولندا. هناك، كانت أولى اللمسات التي ستقوده إلى مسار مليء بالتحديات. وفي عام 2016، اجتاز اختبارات أكاديمية هيرنفين بنجاح، ليضطر لمغادرة بيت عائلته صغيرًا ومُقتحمًا عالم الاحتراف بإصرار طفل لا يعرف سوى حلمه.
لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود. فبعدما صعد للفريق الأول لهيرنفين، عاد أدراجه إلى الفريق الرديف سنة 2021، قبل أن ينضم إلى إكسلسيور روتردام في الدرجة الثانية. هناك فقط، بدأ اسمه يتشكل من جديد، وأظهر أن الموهبة مهما تأخرت، لا تموت.
القدر عاد ليبتسم له في 2024، حين أصيب نجم آيندهوفن نوا لانغ، ليقرر النادي التعاقد مع دريوش لتعويضه. خطوة بدت بسيطة في نظر الجماهير، لكنها كانت بداية القصة الكبرى.
وعلى ملعب آنفيلد، كانت المعجزة.
في الدقيقة 70 من مباراة ليفربول وآيندهوفن، دخل دريوش بدلًا من بيريسيتش المصاب، ولم يحتج سوى 17 دقيقة ليكتب فصلًا جديدًا من المجد: هدفان في شباك ليفربول، وسط دهشة العالم، وليفوز بجائزة رجل المباراة لأول مرة في مسيرته.
الأروع أن دريوش، ورغم أنه لم يشارك أساسيًا في أي مباراة بدوري الأبطال، نجح في تسجيل 3 أهداف بمعدل مدهش يبلغ هدفًا كل 27 دقيقة، وهو الأعلى في البطولة حتى الآن.
وراء كل هذا البريق، يقف قرار شجاع اتخذه اللاعب قبل عامين، حين رفض تمثيل هولندا وفضّل حمل قميص وطنه المغرب، مؤكدًا أن إخلاصه للمغرب “لا يمكن تصوره”.
اليوم، يقف صهيب دريوش، ذو الأصول البركانية، مثالًا حيًا على أن الإيمان بالحلم، والوفاء للأصل، يمكن أن يصنعا لحظة تتجاوز حدود كرة القدم.



















0 تعليقات الزوار