حقيقة ضعف الحضور الجماهيري في كأس إفريقيا

حجم الخط:

أثير في الآونة الأخيرة جدل واسع حول الحضور الجماهيري في مباريات كأس أمم إفريقيا المقامة بالمغرب، بعدما حاولت بعض الأصوات المعادية لتنظيم المملكة الترويج لسرديات مغلوطة، مفادها أن البطولة تعرف عزوفًا جماهيريًا لافتًا. غير أن قراءة موضوعية لتاريخ المسابقة تكشف أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي معطيات واقعية.

فالعودة إلى نسختي كأس إفريقيا 2019 بمصر، وكأس إفريقيا الأخيرة التي احتضنتها كوت ديفوار، تؤكد أن أغلب المباريات كانت تُجرى أمام مدرجات شبه فارغة، باستثناء مباريات المنتخب المنظم أو بعض القمم القارية الكبرى، وهو أمر طبيعي ومتعارف عليه في كل نسخ البطولة.

وفي بطولات كأس أمم إفريقيا، تتحمل كل جامعة كروية مسؤولية تنقل جماهيرها، من مصاريف السفر إلى الإقامة وشراء التذاكر، وبالتالي لا يمكن انتظار امتلاء الملاعب في مباريات لا تخص البلد المنظم أو منتخبه الوطني. فالجمهور عادة ما يرتبط بالمنتخب الذي يشجعه، وليس بكل مباريات البطولة.


ومن غير المنطقي مطالبة الجمهور المغربي، على سبيل المثال، بالحضور المكثف لمباريات لا تجمع منتخب بلاده، مثل مواجهة بين بنين وبوركينا فاسو، إذ لا يحدث ذلك في أي نسخة من نسخ كأس إفريقيا، سواء في المغرب أو خارجه.

إن تقييم نجاح تنظيم البطولة يجب أن يتم على أساس المعايير المعتمدة دوليًا، من جودة الملاعب، وحسن التنظيم، وسلاسة التنقل، والأمن، وليس من خلال مقارنات مغلوطة أو انتظارات غير واقعية لا تنطبق حتى على أكبر التظاهرات القارية.

عمرو البوطيبي _ هبة سبور

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً