من يتابع المنتخب المغربي للشباب في بطولة كأس العالم يدرك تمامًا أن الكرة المغربية تعيش مرحلة مميزة عنوانها الانضباط، الشغف، والإيمان بقيمة القميص الوطني. هذا الجيل لا يتميز فقط بمهاراته التقنية العالية وتكوينه الاحترافي الممتاز، بل أيضًا بروح قتالية نادرة وسلوك جماعي يُدرّس في عالم كرة القدم الحديثة.
ففي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار عادة إلى الأداء الهجومي، برز المنتخب المغربي في جانبٍ آخر لا يقل أهمية، إذ تصدّر ترتيب المنتخبات في إحصائية “Forced Turnover”، أي إجبار الخصم على فقدان الكرة تحت الضغط، سواء عبر تدخلات نظيفة أو اعتراض مسار التمرير أو تضييق المساحات على حامل الكرة.
خلال خمس مباريات فقط، نجح أشبال محمد وهبي في إجبار المنافسين على خسارة الكرة 216 مرة، وهو رقم استثنائي يعكس ليس فقط التنظيم الدفاعي المحكم، بل العقلية القتالية لكل لاعب داخل أرضية الميدان. فكل لقطة وكل تدخل يحمل روح الإصرار على استعادة الكرة والدفاع عن الشعار الأحمر والأخضر حتى آخر ثانية.
ولم يتوقف تفوق المنتخب المغربي عند هذا الحد، إذ كان أيضًا أكثر المنتخبات قيامًا بعمليات التصدي للتسديدات (Blocks)، إضافة إلى تحقيقه 157 عملية استخلاص ناجحة للكرة، ما جعله يتأهل بجدارة إلى نصف نهائي كأس العالم للشباب، ويؤكد أن الصعود لم يكن صدفة بل ثمرة عمل وتخطيط طويل المدى.
الجيل المغربي الحالي يُجسد كل مقومات النجاح الحقيقي: شخصية قوية لا تخشى أي منافس، أساس تكويني متين، التزام تكتيكي عالٍ، إضافة إلى حماس وشغف قلّ نظيرهما.
هو جيل يُقاتل من أجل القميص، ويُعيد الثقة للجماهير في مستقبل كرة القدم المغربية، جيلٌ يستحق أن يُرفع له القبّعة، وأن يفخر به كل مغربي.
0 تعليقات الزوار