تعيين نوال العيداوي في لجنة مسابقات الأندية النسوية بالفيفا يفجر غضبا واسعا

حجم الخط:

شهدت الأوساط الكروية النسوية المغربية مؤخرًا حالة من الغليان والتذمر بعد الإعلان عن تعيين نوال العيداوي عضواً بلجنة مسابقات الأندية النسوية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهي اللجنة التي تعنى بتطوير الكرة النسوية على الصعيد العالمي، وتقديم تصورات جديدة من أجل النهوض بهذه الرياضة وتمكين النساء من فضاء رياضي أكثر احترافية وتكافؤًا.

ورغم الترحيب الرسمي بهذا التعيين باعتباره “مكسبًا للكرة النسوية المغربية”، إلا أن ردود الفعل داخل دواليب الفرق الوطنية، لا سيما بين الفاعلات الميدانيات اللواتي قضين عقودًا في خدمة هذا القطاع، جاءت مخالفة تمامًا لهذا الخطاب المتفائل. حيث اعتبرت عدة أصوات نسوية أن هذا التعيين جاء مفاجئًا، بل ومستفزًا، في ظل ما وصفنه بـ”تهميش الكفاءات الحقيقية” و”الإقصاء الممنهج للأسماء التي صنعت فعليًا مجد الكرة النسوية المغربية من الميدان وليس من المكاتب”.

وتساءلت الفاعلات عن المعايير التي تم اعتمادها لاقتراح العيداوي لهذا المنصب الدولي الحساس، وعن الجهة التي تبنّت ترشيحها داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو خارجه. خصوصًا وأن سيرتها العملية في مجال الكرة النسوية لا تبدو، حسب عدد من الفاعلات، بالمستوى الذي يؤهلها لتمثيل المغرب قاريا ودوليا في مؤسسة بحجم “الفيفا”، في وقت لا تزال فيه أسماء لامعة ومجربة تشتغل بصمت دون أدنى اعتراف.

ويكفي، أن نذكر مثال باهية اليحميدي، التي تعتبر إحدى القلاع المؤسسة لكرة القدم النسوية بالمغرب. فقد قضت أزيد من 22 سنة في التسيير والتكوين داخل نادي الجيش الملكي النسوي، وتمكنت من بناء منظومة كروية متكاملة ساهمت بشكل مباشر في بروز فريق يُعد اليوم الأبرز محليًا وإفريقيًا.

ولا يمكن الحديث عن تطور المنتخب الوطني النسوي بجميع فئاته، دون الإشارة إلى الدور المركزي الذي لعبته اليحميدي، بعدما قدم نادي الجيش الملكي النسوي لاعبات يشكلن العمود الفقري للمنتخب الوطني. والدليل الأبرز هو استدعاء 16 لاعبة من الفريق العسكري للمشاركة في المعسكر التدريبي المقبل، وهو رقم يختزل مدى قوة هذا الفريق ومدى جودة العمل القاعدي الذي تم القيام به طيلة سنوات.

ويبقى السؤال المطروح اليوم داخل أروقة الكرة النسوية الوطنية: من اقترح نوال العيداوي لهذا المنصب؟ وهل تم فتح باب الترشيحات بشكل شفاف أمام الفاعلات؟ أم أن الأمر تم في الكواليس، وفق حسابات قد لا ترتبط بالكفاءة أو التجربة الميدانية؟

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً