عمرو البوطيبي – هبة سبور
في زمنٍ أصبح فيه التدريب يُختزل في أسماء النجوم السابقين، يطلّ علينا محمد وهبي كواحد من أبرز النماذج الملهمة في عالم كرة القدم الحديثة، ليؤكد أن النجاح في المستطيل الأخضر لا يتطلب بالضرورة تاريخًا كلاعب، بل رؤيةً، شغفًا، وعملًا متقنًا.
محمد وهبي، مدرب منتخب المغرب لأقل من 20 سنة، بدأ مسيرته بعيدًا تمامًا عن الملاعب ، كان مدرسًا يؤمن بأن التعليم والانضباط طريقٌ لأي إنجاز. غير أن شغفه بكرة القدم دفعه لدراسة كل رخص التدريب المتاحة حتى حصل على رخصة UEFA Pro، وهي أعلى شهادة تدريبية في أوروبا.
مسيرته الاحترافية انطلقت من نادي أندرلخت البلجيكي، حيث أشرف على تدريب مختلف الفئات السنية (U9، U11، U14، U17، U21)، وأسهم في تكوين أسماء كبيرة مثل عدنان يانوزاي ويوري تيليمانس، قبل أن يصبح مساعدًا في الفريق الأول للنادي العريق.
الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رأت في وهبي مشروع مدرب استثنائي، فعيّنته قبل ثلاث سنوات على رأس منتخب الشباب. ومنذ ذلك الحين، تحوّل المنتخب إلى نموذج في العمل المنظم والكرة الحديثة: الفوز ببطولة شمال إفريقيا، وصافة كأس إفريقيا، والانتصار على منتخبات عالمية مثل إسبانيا والبرازيل وكوريا الجنوبية، وصولًا إلى ربع نهائي كأس العالم للشباب.
ما يميز هذا المنتخب ليس فقط النتائج، بل الهوية التكتيكية التي رسخها وهبي. ففي مباراة المغرب أمام كوريا الجنوبية، ظهرت إحصائية مذهلة:
المنتخب المغربي استرجع الكرة في 16 ثانية فقط في المتوسط، مقابل 43 ثانية لخصمه.
رقمٌ يلخص فلسفة المدرب: الضغط العالي، التنظيم، والاستحواذ الواعي كرة قدم مغربية بهوية أوروبية، لكن بروح إفريقية أصيلة.
تجربة محمد وهبي تضع المغرب في طليعة الدول الإفريقية التي تراهن على الكفاءة قبل الأسماء. فكما يقول الكثيرون: “لم يكن وهبي لاعبًا دوليًا، لكنه أصبح نموذجًا عالميًا.”
واليوم، يبدو أن منتخب المغرب للشباب لا يُبهر فقط بنتائجه، بل أيضًا بالطريقة التي يصنع بها الأمل لمستقبل الكرة المغربية.
0 تعليقات الزوار